Scan barcode
A review by al_sharnaqi
البرهان by أغوتا كريستوف, محمد آيت حنا, Ágota Kristóf
5.0
في قراءتي هذه، سوف لن أتحدث عن براعة الكاتبة الروائية و الأدبية الفذّة قط، إنما لن أتحدث عن شيءٍ مطلقاً. فقد انتابني الكره، كرهٌ كل شيء حالما قرأتُ هذه الرواية. و قد انتابني هذا الكره في بادئ ذي بدء مع قراءتي لرواية الدفتر الكبير الذي أفضى بي لقراءة هذه الرواية، البرهان.
بسبب أنّ، و كما قد أوضح المترجم، محمد آيت حنّا، في بداية رواية البرهان، أن هذه الرواية، البرهان، ضمن ثلاثية أدبية كتبتها أغوتا كريستوف و التي تفضي كل واحدةٍ إلى قراءة الأخرى. الدفتر الكبير، البرهان، و الكذبة الثالثة. و سوف لن أتطرق للقصة و لا للأحداث في أي من هذه الروايات الثلاث بأي شكلٍ كان.
بدءً، لم يكن في حسباني قط أن أحداً ما قد يعرف ما سبق و مررت به من تجربة ظناً مني أنه غير موجودٍ إنما وهمٍ أتوهمه وحسب. و لا أعني بذلك تجربة سيئة، إنما، هذا الأثر الباقي في نفسي جراء تلك التجربة التي خبرتها، ظننت الأمر سيزول حين يؤول للنسيان. لكن قراءتي لهذه الرواية، جعلت من الأمر يطفو في نفسي من جديد و كأنه لم يكن منسياً قط فيما مضى.
و لسبب ذلك، فقد انتابني بغضٌ و مقتُ كل شيء في قراءتي لهذه الرواية؛ و في الوقت ذاته أيضاً، أحببت الكاتبة، التي اقتدرت بأن توصل لقارئ مثلي و لأيّ قارئ، تجربتها على نحوٍ لا يستبين منه المرء أن في الأمر نقص و إعاقة تعتليه.
فبقدر ما في هذه الرواية من ألم، بقدر ما فيها من علاج لذلك الألم. فحقيقة أن يقتدر المرء كتابة رواية مستندٍ في كتابتها على تجربة قد خبُرها أو جزء من حياةٍ عاشها مع إضافة مختلقة، دون أن يبدو للقارئ أن بها أي شيء مُختلق؛ أمر ليس بالسهل مطلقاً. إنما محاولة الكاتب في جعل القارئ يشعر بما شعر به من تجربته دون أن تشوبه شائبة وَ بالطريقة نفسها و دونما أن تنسبها لنفسها، لهو شان عظيم حقاً.
إلى جانب ذلك، مجدداً، يتجلى للقارئ الذي خبُر أمراً هكذا، أن الكاتبة، قد اعتصرت ألماً و أنهكها الأسى ما جعلها تكتبُ الرواية، تداوي روحها التي تجرعت حزناً بقدر ما اقتدرت على حمله أكثر؛ و الذي جعلنا نحظى بالاستمتاع بقراءة روايتها التي ما كانت إلا علاجاً و دواء.
كنت فيما مضى، قلّما أجد الكاتب الذي يغريني للقراءة له مجدداً، إنما الآن، و مع أغوتا كريستوف، إنيّ لا أريد القراءة لها مجدداً فحسب، بل أود مصاحبة حروفهاً مدى حياة القراءة التي سأعيشها و التي أتمنى لو أني قد حظيت بفرصة لقاءها قبل أن توافيها المنية.
بسبب أنّ، و كما قد أوضح المترجم، محمد آيت حنّا، في بداية رواية البرهان، أن هذه الرواية، البرهان، ضمن ثلاثية أدبية كتبتها أغوتا كريستوف و التي تفضي كل واحدةٍ إلى قراءة الأخرى. الدفتر الكبير، البرهان، و الكذبة الثالثة. و سوف لن أتطرق للقصة و لا للأحداث في أي من هذه الروايات الثلاث بأي شكلٍ كان.
بدءً، لم يكن في حسباني قط أن أحداً ما قد يعرف ما سبق و مررت به من تجربة ظناً مني أنه غير موجودٍ إنما وهمٍ أتوهمه وحسب. و لا أعني بذلك تجربة سيئة، إنما، هذا الأثر الباقي في نفسي جراء تلك التجربة التي خبرتها، ظننت الأمر سيزول حين يؤول للنسيان. لكن قراءتي لهذه الرواية، جعلت من الأمر يطفو في نفسي من جديد و كأنه لم يكن منسياً قط فيما مضى.
و لسبب ذلك، فقد انتابني بغضٌ و مقتُ كل شيء في قراءتي لهذه الرواية؛ و في الوقت ذاته أيضاً، أحببت الكاتبة، التي اقتدرت بأن توصل لقارئ مثلي و لأيّ قارئ، تجربتها على نحوٍ لا يستبين منه المرء أن في الأمر نقص و إعاقة تعتليه.
فبقدر ما في هذه الرواية من ألم، بقدر ما فيها من علاج لذلك الألم. فحقيقة أن يقتدر المرء كتابة رواية مستندٍ في كتابتها على تجربة قد خبُرها أو جزء من حياةٍ عاشها مع إضافة مختلقة، دون أن يبدو للقارئ أن بها أي شيء مُختلق؛ أمر ليس بالسهل مطلقاً. إنما محاولة الكاتب في جعل القارئ يشعر بما شعر به من تجربته دون أن تشوبه شائبة وَ بالطريقة نفسها و دونما أن تنسبها لنفسها، لهو شان عظيم حقاً.
إلى جانب ذلك، مجدداً، يتجلى للقارئ الذي خبُر أمراً هكذا، أن الكاتبة، قد اعتصرت ألماً و أنهكها الأسى ما جعلها تكتبُ الرواية، تداوي روحها التي تجرعت حزناً بقدر ما اقتدرت على حمله أكثر؛ و الذي جعلنا نحظى بالاستمتاع بقراءة روايتها التي ما كانت إلا علاجاً و دواء.
كنت فيما مضى، قلّما أجد الكاتب الذي يغريني للقراءة له مجدداً، إنما الآن، و مع أغوتا كريستوف، إنيّ لا أريد القراءة لها مجدداً فحسب، بل أود مصاحبة حروفهاً مدى حياة القراءة التي سأعيشها و التي أتمنى لو أني قد حظيت بفرصة لقاءها قبل أن توافيها المنية.