A review by apfelahmed
متمردون لوجه الله by محمود عوض

5.0

ما أعظم من اختارهم محمود عوض لتدارس سيرتهم في هذا الكتاب!
سأكتب هنا بعض الصور الذهنية التي كونتها عن كل شخصية:

ابن حزم: سبق زمنه في افكاره و توعيته للمجتمع وجاء دوره الارشادي مهما في فترة اضمحلال الحضارة الأندلسية.

ابن تيمية: الرجل الذي ظلمه اهل التشدد, الا ان تاريخه يملك بريقا اخاذا. هو ليس فقط فقيها عالما كافضل ما يكون, بل هو ايضا فارسا مجاهدا كأشجع ما يكون. عندما مات خرج في جنازته 200 الف من الرجال و 15 الف من النساء و تعطلت الحياة في دمشق. لم يكن الناس يبجلونه من اجل علمه و فقه. بل ايضا لأجل ما مثله لهم من قيم الدفاع عن الحق و العدل و البعد عن الخرافات و الضلالات.

رفاعة الطهطاوي: في أول بعثة ابتعثها محمد علي الى بلاد الفرنسيس لنقل العلوم الى البلد و بدأ مرحلة التنوير. كانت البعثة تضم أربعة أئمة. لا نتذكر فيهم الا رفاعة الطهطاوي, لانه كان مختلف عن بقية زملائه بتفتح ذهنه لكل ما حوله. ايضا لفت نظري في معظم كتاباته انه تأثر مما شاهده في باريز. لكنه التأثر الناتج عن الاعجاب و الرغبة في نقل كل ما يصلح من هذا التقدم الى بلاده, و ليس الانسلاخ و التأفف من اصله.

جمال الدين الأفغاني: مجاهد حقيقي. لكن هذه المرة لا يجاهد بالسيف أو الخيل. بل بالفكرة و المبدأ. ليس همه الشهرة قدر نشر مبادءه التنويرية في ربوع البلاد العربية و الاسلامية.

عبدالله نديم: الصعلوك العبقري.


أشد ما ابهرني ايضا هو النسق الغريب و التشابه العجيب في اقدار المتمردين الذين انتقاهم عوض. مبادئهم السليمة و التي سيثبت المستقبل صحتها دفعوا ثمن نشرها و اصلاح مجتمعاتهم غاليا وكانت نهايتاهم مأساوية بمقدار عظمة و نبل اهدافهم

Merged review:

ما أعظم من اختارهم محمود عوض لتدارس سيرتهم في هذا الكتاب!
سأكتب هنا بعض الصور الذهنية التي كونتها عن كل شخصية:

ابن حزم: سبق زمنه في افكاره و توعيته للمجتمع وجاء دوره الارشادي مهما في فترة اضمحلال الحضارة الأندلسية.

ابن تيمية: الرجل الذي ظلمه اهل التشدد, الا ان تاريخه يملك بريقا اخاذا. هو ليس فقط فقيها عالما كافضل ما يكون, بل هو ايضا فارسا مجاهدا كأشجع ما يكون. عندما مات خرج في جنازته 200 الف من الرجال و 15 الف من النساء و تعطلت الحياة في دمشق. لم يكن الناس يبجلونه من اجل علمه و فقه. بل ايضا لأجل ما مثله لهم من قيم الدفاع عن الحق و العدل و البعد عن الخرافات و الضلالات.

رفاعة الطهطاوي: في أول بعثة ابتعثها محمد علي الى بلاد الفرنسيس لنقل العلوم الى البلد و بدأ مرحلة التنوير. كانت البعثة تضم أربعة أئمة. لا نتذكر فيهم الا رفاعة الطهطاوي, لانه كان مختلف عن بقية زملائه بتفتح ذهنه لكل ما حوله. ايضا لفت نظري في معظم كتاباته انه تأثر مما شاهده في باريز. لكنه التأثر الناتج عن الاعجاب و الرغبة في نقل كل ما يصلح من هذا التقدم الى بلاده, و ليس الانسلاخ و التأفف من اصله.

جمال الدين الأفغاني: مجاهد حقيقي. لكن هذه المرة لا يجاهد بالسيف أو الخيل. بل بالفكرة و المبدأ. ليس همه الشهرة قدر نشر مبادءه التنويرية في ربوع البلاد العربية و الاسلامية.

عبدالله نديم: الصعلوك العبقري.


أشد ما ابهرني ايضا هو النسق الغريب و التشابه العجيب في اقدار المتمردين الذين انتقاهم عوض. مبادئهم السليمة و التي سيثبت المستقبل صحتها دفعوا ثمن نشرها و اصلاح مجتمعاتهم غاليا وكانت نهايتاهم مأساوية بمقدار عظمة و نبل اهدافهم