Scan barcode
A review by siren224
كل شئ هادئ في الميدان الغربي by محمود مسعود, Erich Maria Remarque, Erich Maria Remarque
4.0
أنا فى نضارة الشباب .. أنا فى العشرين من عمرى .. لكنى
لا أعرف من الحياة غير اليأس , والموت , والخوف , والاحزان.
انى أرى كيف توغر الشعوب بعضها ضد بعض , وتتطاحن فى
صمت , وجهالة , وغباوة , واستسلام , وسذاجة .
ويشاركنى فى هذا الرأى الشباب المعاصر فى وطنى وفى البلاد
الاخرى فى كافة أنحاء العالم .
أن الجيل الحاضر يرى هذه الاشياء بجلاء ويلمسها معى .
ماذا يقول أسلافنا اذا وقفنا امامهم فجأة وقدمنا اليهم حسابا
عما فعلنا ؟ .
وماذا يترقبون منا اذا قدر للحرب أن تضع أوزارها ؟ .
كان مهمتنا طوال السنين هى القتل والتذبيح .
كانت مهنتنا الأولى فى الحياة .
ان علمنا بالحياة لم يتجاوز حدود الموت .
فماذا يكون من أمر الغد ؟ . والى أى مصير نحن مسوقون ؟ .
قرأت الكتاب نسخة قديمة جدا ترجمة جبور عن الجامعة الأمريكية ببيروت عام ١٩٣٠
اي بعد كتابة الكتاب بفترة ليست بالطويلة
الترجمة لا بأس بها أبدا
كتاب عن الحرب وويلاتها
لكن في قولي هذا تبسيط زائد لأنه حقا لا يستطيع اي شخص أن يشعر بكلام الكاتب الا من عاش ويلات الحرب
ما دفعني لقراءة الكتاب هو مشاهدتي للفيلم
الفيلم الذي أصابني باكتئاب شديد والآن الرواية وهي قصة حقيقية عاناها الكاتب أشعرتني بتفاهة ما أعانيه الآن
ضحايا تلك الحرب عدد مهول نصف سكان العالم تقريبا
لقد قرأت روايات عن الحروب لكن أفظعها تلك الرواية
التطور الذي حدث للمؤلف وهو يحكي واقع رآه
السخرية الشديدة في كلماته الواقعية وهو يصف موت مولر صديقه وكيف أخذ حذائيه الذان أخذهما مولر عن صديقهما السابق والذي وعد البطل انه يعطيهما لصديق آخر بعده
الواقعية الشديدة في وصف الحرب كما علي لسان احد أشخاص الرواية
لو أن أبى كان في الخطوط المواجهة لأطلقت عليه النار على الفور.. العدو ليس بشرا.. بل هو الموت نفسه يرتدى خوذة!
مقتل كل الشخصيات في الرواية وإن لم يصفهم الراوي بتفصيل جعلني أشعر بالحزن والقهر خصوصا مقتل كات وتأثر البطل بمقتله
وصفه لذلك الجيل الشاب الذي بلغ الثامنة عشرة وأمامه الحياة بعد الحرب لكنه ببساطة وصف ذلك
فى هذا الوقت كان كل ما يساونى ويغمرنى هو الاحساسات "
الفياضة , احساسات التعطش الى الحياة , والتلهف الى البيت ,
والحنين الى الأهل , ونشوة النجاة .
لكن بلا هدف ولا غاية .
لو أننا عدنا الى الوطن الى الوطن فى سنة 1919 لأطلقنا ثورة جائحة لهول
ما قاسينا وكابدنا .
أما اذا عدنا الى الوطن الآن فسنعود منهوكين , محطمين , محترقين ,
مزعزعين , ضائعى الامل .
ولن يفهمنا الناس .. فإن الجيل الذى سبقنا , رغم أنه أمضى
معنا هذه السنوات فى الميدان , لا يزال يظفر بالبيت وبالمهمنة , ولن
"يلبث الآن أن يستأنف المهنة القديمة , وينسى الحرب
والنهاية بشعة لقد مات بعد أن أعلنوا الهدنة لكن موته لن ينُشر فهو موت في ظل وجود الهدوء علي الجبهة الغربية
وما دامت كل هذه الفظائع تحدث فلا خير فى شئ . ولا فائدة من
الكتابة أو الفعل أو التفكير .
كل شئ فى الحياة عبث وخداع اذا كانت حضارة آلاف السنوات
لاتستطيع أن توقف سيل الدماء التى تتدفق مدرارا , ولا أن تحول
دون هذه الجروح المروعة التى تكتظ بها غرف العذاب فى مئات آلاف
المستشفيات .
أن المستشفى وحده يبين ما هى الحرب ويصورها تصويرا
مجردا ..