A review by khuzyma
طيب المقال في حديث الاستعجال by أبو قتادة الفلسطيني

4.0

يعالج أبو قَتادة في هذا الجزء اللطيف، مسألة التربية وحقيقتها قرآنياً وفي واقع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
فليست التربية مجرد البثَّ الإيمانيَّ دون أيِّ صدعٍ بحقٍّ أو تبكيتٍ للمشركين، بل أساسها تمايز الفريقين، والبراءة من المشركين ومعرفة واقعهم.
وينطلق أبو قَتادة مَن سؤال خباب رضي الله للنبي صلى الله عليه وسلم: ألا تدعو لنا، ألا نستنصر لنا؟ 
فلم يكن سؤال خباب بتغيير الدين والتنازل عن أصوله والالتفاف حول الصدع بالتوحيد لتخفيف الأذى، ولا لمراجعة كيفية إدارة الصراع، ولم يكن جواب النبي صلى الله عليه وسلم له بالاجتماع مع طواغيت قريش للنقاش حول إخراج ورقة مراجعات بإشراف أبي جهل!

فجمعت الورقات اليسيرات هذه، تفنيداً لضلالات نظرية «تربية الدواجن»، وكذلك لأصحاب «جهاد المؤسسات»؛ إذ لم يكن خباب -وغيره من الصحابة- يرون أنهم لم ينجزوا شيئاً وأنَّ مَن تراجع وتماهى مع الجاهلية قد خُفف عنهم وزاد عددهم وفُتحت لهم قصور الطواغيت، ولم يكن هذا ما يعنيهم، وكل ما هنالك أن طلبوا تخفيف البلاء بالدعاء أو تغيير الواقع للنصر، وكذا ردًّا على أصحاب المراجعات الذين كانوا قد كثروا وقت كتابة الشيخ لهذه الورقات حوالي عام ٢٨.