Scan barcode
A review by al_sharnaqi
زقاق المدق by Naguib Mahfouz
5.0
أتمنى أن أقرأ لنجيب محفوظ مرة أخرى!
ثم إنها المرة الأولى التي أتمنى قراءة شيء آخر للكاتب ذاته. و نجيب محفوظ، هو من منحني أول رغبة في القراءة لذات الكاتب مرة أخرى.
ماذا عساي أن أقول عن هذه الرواية. لقد كانت رحلة طويلة. بهية جميلة! و لأنه فطنٌ هذا الكاتب فيما كتب. كيف له أن أنتج رواية كزقاق المدق. بكل ما حملته من تفاصيل و مدلولاتٍ و أحاجيَ كثيرة.
مدروسة هي الشخصياتُ هنا، بعمقٍ و دقة متناهية.
فكرة البداية، البدء في الرواية قراءة، و الاختام منها في النهاية، كانت رائعة! ما رأيتُ رواية تحمل كمثل هذه البداية و النهاية المتناسقة و المتكاملة و كأنهما بداية سوية و نهاية سوية في الآن ذاته.
و ما أقول عن الاختيارات الذكية في حين الوقوف و الاستكمال للقارئ. قصّ علينا الرواية بمنتهى الروية و بكامل الدقة. فكان ينتقل بين الفقرة و الأخرى في الوقت المناسب و يعاود لها في الوقت المناسب أيضاً من غير أي يتلف شغف القارئ في رغبة استكمال قراءة الرواية أكثر و أعمق.
متناهية الدراسة، التحليل، التفصيل، الاكتمال كانت "زقاق المدق". لا استعجال و لا تباطؤ. متروية ممتلئة. تكاد الرواية تغدو مكتملة.
إلا أن هنالك من السجع ما أساء للرواية شيءٍ يسير. و كانت متفادةٍ في كثيرٍ من السطور، ذاك السجع.
المدهش، أن القارئ بينما يقرأ، كان يراودُه تساؤلاتٍ كمثل: لما لا تفعل "حميدة" كذا و كذا؟ و لما "حسين كرشة" لا يبدي كذا و كذا؟ و غيرها، و حين يراوده السؤال، يجد الجواب في الأسطر التالية. و كأن نجيب محفوظ يستمعُ لقرائهِ حين يقرأون. يا للبراعة!
ثم إنه ما سبق لي و وجدتُ رواية تحمل كماً من الواقعية كهذه! في سطورها، أحداثها، شخوصها أيضاً. في كل كبيرةٍ و صغيرة، و في كل ردة فعل و انفعال. واقعية تامة، يكاد لا يشوبها شيءٌ من خيال.
كان يشعر القارئ و كأن نجيب أمامه يقصُ عليه الرواية. إلا أنه في كثير من المرات كان يطغى حضور نجيب على شخوص الرواية. مما كان يسيء لهم في كيف يتلقى القارئ الشخوص في رأسه. إلا أنه كان بارعاً متمكناً ليس من خلق الشخوص لروايته و حسب، إنما في بث روحٍ لهم لدى القارئ. و كأنهم كائناتٌ لم تنسج من الخيال.
حقيقة أن يخلق الراوي شخوصٍ لروايته، أيسر من أن يبث لهم روحاً لدى القارئ. و هنا نجيب محفوظ تمكن من ذلك. فكان لكل شخصٍ من شخوصٍ روحاً تبث للقارئ لذة حتى الثمالة.
كثيراً ما كنتُ أتهرب القراءة لنجيب محفوظ، إلا أني أندم بعد "زقاق المدق" على كل هذا الوقت الضائع من غير قراءةٍ لنجيب محفوظ. سأقرأ له على الدوام من غير أن ترددٍ و ارتباك. لإنه كاتبٌ بارع شديد البراعة!
ثم إنها المرة الأولى التي أتمنى قراءة شيء آخر للكاتب ذاته. و نجيب محفوظ، هو من منحني أول رغبة في القراءة لذات الكاتب مرة أخرى.
ماذا عساي أن أقول عن هذه الرواية. لقد كانت رحلة طويلة. بهية جميلة! و لأنه فطنٌ هذا الكاتب فيما كتب. كيف له أن أنتج رواية كزقاق المدق. بكل ما حملته من تفاصيل و مدلولاتٍ و أحاجيَ كثيرة.
مدروسة هي الشخصياتُ هنا، بعمقٍ و دقة متناهية.
فكرة البداية، البدء في الرواية قراءة، و الاختام منها في النهاية، كانت رائعة! ما رأيتُ رواية تحمل كمثل هذه البداية و النهاية المتناسقة و المتكاملة و كأنهما بداية سوية و نهاية سوية في الآن ذاته.
و ما أقول عن الاختيارات الذكية في حين الوقوف و الاستكمال للقارئ. قصّ علينا الرواية بمنتهى الروية و بكامل الدقة. فكان ينتقل بين الفقرة و الأخرى في الوقت المناسب و يعاود لها في الوقت المناسب أيضاً من غير أي يتلف شغف القارئ في رغبة استكمال قراءة الرواية أكثر و أعمق.
متناهية الدراسة، التحليل، التفصيل، الاكتمال كانت "زقاق المدق". لا استعجال و لا تباطؤ. متروية ممتلئة. تكاد الرواية تغدو مكتملة.
إلا أن هنالك من السجع ما أساء للرواية شيءٍ يسير. و كانت متفادةٍ في كثيرٍ من السطور، ذاك السجع.
المدهش، أن القارئ بينما يقرأ، كان يراودُه تساؤلاتٍ كمثل: لما لا تفعل "حميدة" كذا و كذا؟ و لما "حسين كرشة" لا يبدي كذا و كذا؟ و غيرها، و حين يراوده السؤال، يجد الجواب في الأسطر التالية. و كأن نجيب محفوظ يستمعُ لقرائهِ حين يقرأون. يا للبراعة!
ثم إنه ما سبق لي و وجدتُ رواية تحمل كماً من الواقعية كهذه! في سطورها، أحداثها، شخوصها أيضاً. في كل كبيرةٍ و صغيرة، و في كل ردة فعل و انفعال. واقعية تامة، يكاد لا يشوبها شيءٌ من خيال.
كان يشعر القارئ و كأن نجيب أمامه يقصُ عليه الرواية. إلا أنه في كثير من المرات كان يطغى حضور نجيب على شخوص الرواية. مما كان يسيء لهم في كيف يتلقى القارئ الشخوص في رأسه. إلا أنه كان بارعاً متمكناً ليس من خلق الشخوص لروايته و حسب، إنما في بث روحٍ لهم لدى القارئ. و كأنهم كائناتٌ لم تنسج من الخيال.
حقيقة أن يخلق الراوي شخوصٍ لروايته، أيسر من أن يبث لهم روحاً لدى القارئ. و هنا نجيب محفوظ تمكن من ذلك. فكان لكل شخصٍ من شخوصٍ روحاً تبث للقارئ لذة حتى الثمالة.
كثيراً ما كنتُ أتهرب القراءة لنجيب محفوظ، إلا أني أندم بعد "زقاق المدق" على كل هذا الوقت الضائع من غير قراءةٍ لنجيب محفوظ. سأقرأ له على الدوام من غير أن ترددٍ و ارتباك. لإنه كاتبٌ بارع شديد البراعة!