Take a photo of a barcode or cover
A review by ghada_mohammed
الهشاشة النفسية: لماذا صرنا أضعف وأكثر عرضة للكسر؟ by إسماعيل عرفة
2.0
ما بحب أكتب مراجعات سلبية لكن الكتاب دا استفزني جد و ضيع من عمري أربعة ساعات.
الهشاشة النفسية كتاب إرشاد ديني/ اجتماعي و ممكن إلى حد ما (ولو بس عشان إسماعيل ما يزعل) يتسمى تطوير ذات لكن تصنيفه كعلم نفس يعتبر تسويق كاذب و التاغ حقة سايكولوجي دي مضللة. لو في لايبراريان شاف المراجعة دي أتمنى يحذفها قبل ما ينخدعو ناس غيري.
في الهشاشة النفسية: استفتح الكاتب بحمد الله و الثناء عليه قبل شن هجوم صريح على جيل الشباب ووصفه بأنه ضعيف و ضال في حركة كلاسيكية شابهت تقريباً كل كتب الإرشاد الديني التي قرأتها. بعد ذلك عرض مصطلح الهشاشة النفسية و دعمها بأمثلة من تجربته الشخصية و مقتطفات من أعمال كتّاب معظمهم من الغرب كانوا قد درسوا الحالة في مجتمعاتهم. المصطلح كان جديداً بالنسبة إلي و كنت لأعجب بهذا الكتاب لو أن الكاتب إلتزم بالموضوعية و ركز على الجانب النفسي للظاهرة و احتفظ بمشاعره لنفسه-ضع خطاً تحت الأخيرة. المشاعر مكانها الروايات يا إسماعيل: أن الجيل الجديد من أفلام ديزني لا يعجبك لأنك لا تفهم أن الأشرار يحق لهم أن يكون لشخصياتهم عمق لا يخصني.
ظاهرة الهشاشة النفسية موجودة في المجتمع العربي كما هي موجودة في المجتعات الغربية و من حق (بل و ربما واجب) الكتّاب مناقشة تلك المشكلة. لكن هذا الكتاب فشل في الأخذ بعين الإعتبار المفارقة بين الغرب و الشرق في نظرتهم للصحة النفسية: الأول متقدم في التوعية بها و باضطراباتها و بضرورة المحافظة عليها و كثير من الدول الغربية تشمل توفير العلاج النفسي في التأمين الصحي للأفراد و ذلك يثبت اعترافهم بأن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية. بينما في الدول العربية لا تزال حملات التوعية ناشئة في المهد و لا يزال المجتمع العربي غير قادر على أخذ الصحة النفسية بجدية و الدليل على ذلك أن أصحاب الإضطرابات يخفونها كأنها عيب؛ العارالذي بناه المجتمع حولهم يمنعهم عن طلب العلاج. ناهيك عن أن العلاج النفسي غير متوفر أصلاً في كثير من البلدان التي أنشأت مراكز للإدمان و اكتفت. كتاب الهشاشة النفسية قتل ذلك الطفل في المهد عندما عجز عن عرض هذه المفارقة بصورة صحيحة بدل الإكتفاء بقول أن هجومه على الشباب لا يقصد به أصحاب الوسواس القهري و الإكتئاب السريري: باختصار شديد د. إسماعل هدد نصف قرن من الحملات النفسية في أقل من ٢٠٠ صفحة.
العيب الثاني في هذا الكتاب كان حصر الظاهرة في الشباب الصغير خصوصاً جيل زي: أي زول مصدق الحاجة دي يقبض ليه زول عمره أكتر من أربعين سنة و يقول ليه "الدين حاجة شخصية" و سيرى الهشاشة النفسية أمامه في الطبيعة. إذا كان قصد الكاتب التركيز على فئة الشباب الصغير من ناحية توعوية فهنيئاً له: لقد فشل؛ مهاجمة الجمهور المستهدف في المقدمة ووصفه بأنه ضعيف و نكران وجود مشاكل حقيقة في حياته لمجرد انتمائه للفئة المتوسطة أسلوب تسويق فاشل ولا أنصح به. كان من المفترض أن يتطرق على الأقل لمعاناة الشباب الصغير من العيش في ظل الحروب و الإضطرابات السياسية، و الإقتصاد المتهالك، و غلاء المعيشة، و ضيق فرص العمل، و الإنتماء لمجتمع متعصب لا يفهمهم و لا يسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم بدل أن يتحد مع هذا المجتمع ضدهم.