Scan barcode
A review by al_sharnaqi
عالم صوفي by Jostein Gaarder
5.0
إنّ كتابًا كهذا، والّذي لم أجِد مثله بعدُ أو ما يقف بجانبه في المقام تماثلًا حتى الآن، لم يُضف إليّ أيّ شيءٍ جديدٍ يذكر. بيد أنّه كان كمَن يُدلّك رأسِي جيدًا وعلى نحو متقنٍ جدًا، ويعيد ترتيب الأشياء فيه، على الرفوف كلٌ بحسب مكَانه وزمانِه الخاصّ به.
قرأتُ كثيرًا عن سقراط، أرسطو، أفلاطون، فرويد، ماركس، هؤلاء خاصّة بخلاف الفلاسفة الآخرين. ولم يسبق ليّ أن وضعت كل فيلسوفٍ في مكانه وزمانه الخاصّ به داخل رأسي. كان الأمر أشبه بالفوضى العارمة، التي ولا يمكن للمرء أن يجد ما يبتدِئ به في الترتيب كيّ يتسنى له الترتيب وتعديل التزامن في كل شيء فيما بينِهم. إلى أن جاء هذا الكتاب، وأمسك برأسي مدلكًا مصححًا وضع كل شيءٍ. معيدًا هذا إلى رفهِ في الأعلى والآخر في مكانه في المنتصف والثالث في مقعدهِ في الرفّ الأخير. وكأن الأمر في رأسي كان أشبهَ بمكتبةٍ فوضوية، كل الكُتب فيها عشوائيّة الترتيب ومتناثرة على الأرض ومن فوق الرفوف أيضًا، في كل مكان بلا تناغم.
بينما كنتُ أقرأ الكتاب، كثيرًا ما تساءلتُ، لِم حصل على كل هذا التقيّيم العالي، وهو لا يتحدث سوى عن تاريخ، بشكلٍ منسقٍ منمق يضفي عليهِ شيئًا من الحبكة اليَسِيرة التي تُساعد القارئ على فهم كل شيء والتقاطهِ على النحو الّذي يجب. وفي كل مرة أتعمق في القراءة يزداد حجم السؤال في رأسي، لِم كل هذا التقييم العالي الذّي تلقاهُ الكتاب؟ للحد الّذي قيل عنه بأنه من أعظم روائع الأدب النرويجيّ؟ إلى أن بلغتُ حدود الصفحات الأخيرة، ما بين الثلاثمائةٍ والأربعمائةٍ؛ كنتُ أحدق في الكتاب حينها وكأنّي أقول: ها قد تمكنتَ منّي في المفاجئة، وأصبتني بالذعر من كل ما جئت به! يا للروعَة!
بلى، حين بلغتُ تلك الصفحات كنتُ وكأنّي أنهش الورق علّني أبلغُ النهاية سريعًا كيّ لا يتمكن منّي مرة أخرى عنصر المفاجئة المدسوسة بين الصفحات على نحو متقن، وبشكل غير ممكنٍ للتوقع والاحتمالات.
استمتعتُ بقراءتهِ كثيرًا. وكثيرًا جدًا. وليت هذا الكتاب كان في مقدمة قراءاتي للكتب. وليتني قرأتهُ مذ وقتٍ طويلٍ جدًا. وسوف ألقمهُ لكل معارفي من القّراء. إذ أنه من المفترض أن تكون هذه الرواية أول روايةٍ قرأها المرء في مسيرة قراءاتِه في الروايات.
يا لعظيم ما صنع الكاتب في هذا الكتاب. وأخشى، ألّا يتكرر إبداعٌ كهذا مرة أخرى في عالم الروايات. وآمل ألّا يحدث ذلك قط، وتتكرر هذه الروعة على الدوام.
قرأتُ كثيرًا عن سقراط، أرسطو، أفلاطون، فرويد، ماركس، هؤلاء خاصّة بخلاف الفلاسفة الآخرين. ولم يسبق ليّ أن وضعت كل فيلسوفٍ في مكانه وزمانه الخاصّ به داخل رأسي. كان الأمر أشبه بالفوضى العارمة، التي ولا يمكن للمرء أن يجد ما يبتدِئ به في الترتيب كيّ يتسنى له الترتيب وتعديل التزامن في كل شيء فيما بينِهم. إلى أن جاء هذا الكتاب، وأمسك برأسي مدلكًا مصححًا وضع كل شيءٍ. معيدًا هذا إلى رفهِ في الأعلى والآخر في مكانه في المنتصف والثالث في مقعدهِ في الرفّ الأخير. وكأن الأمر في رأسي كان أشبهَ بمكتبةٍ فوضوية، كل الكُتب فيها عشوائيّة الترتيب ومتناثرة على الأرض ومن فوق الرفوف أيضًا، في كل مكان بلا تناغم.
بينما كنتُ أقرأ الكتاب، كثيرًا ما تساءلتُ، لِم حصل على كل هذا التقيّيم العالي، وهو لا يتحدث سوى عن تاريخ، بشكلٍ منسقٍ منمق يضفي عليهِ شيئًا من الحبكة اليَسِيرة التي تُساعد القارئ على فهم كل شيء والتقاطهِ على النحو الّذي يجب. وفي كل مرة أتعمق في القراءة يزداد حجم السؤال في رأسي، لِم كل هذا التقييم العالي الذّي تلقاهُ الكتاب؟ للحد الّذي قيل عنه بأنه من أعظم روائع الأدب النرويجيّ؟ إلى أن بلغتُ حدود الصفحات الأخيرة، ما بين الثلاثمائةٍ والأربعمائةٍ؛ كنتُ أحدق في الكتاب حينها وكأنّي أقول: ها قد تمكنتَ منّي في المفاجئة، وأصبتني بالذعر من كل ما جئت به! يا للروعَة!
بلى، حين بلغتُ تلك الصفحات كنتُ وكأنّي أنهش الورق علّني أبلغُ النهاية سريعًا كيّ لا يتمكن منّي مرة أخرى عنصر المفاجئة المدسوسة بين الصفحات على نحو متقن، وبشكل غير ممكنٍ للتوقع والاحتمالات.
استمتعتُ بقراءتهِ كثيرًا. وكثيرًا جدًا. وليت هذا الكتاب كان في مقدمة قراءاتي للكتب. وليتني قرأتهُ مذ وقتٍ طويلٍ جدًا. وسوف ألقمهُ لكل معارفي من القّراء. إذ أنه من المفترض أن تكون هذه الرواية أول روايةٍ قرأها المرء في مسيرة قراءاتِه في الروايات.
يا لعظيم ما صنع الكاتب في هذا الكتاب. وأخشى، ألّا يتكرر إبداعٌ كهذا مرة أخرى في عالم الروايات. وآمل ألّا يحدث ذلك قط، وتتكرر هذه الروعة على الدوام.