A review by khuzyma
معركة الفلوجة: هزيمة أمريكا في العراق by أحمد منصور

informative fast-paced

3.75

كتابٌ جامعٌ لوَقعة الفلوجة الأولى خاصةً من جهة اجتماعية لا عسكرية، وأهمُّ ما فيه أنه وثَّقَ كذلك آراء القيادات الأميركية لعنها الله. 
وتممها بذكر أحداث الوَقعة الثانية، متتبعاً كذلك ما جرى في الصحف الغربية، وردود الأفعال هناك. 
والكتاب مكتوبٌ على طريقة الكتب الأميركية، فوضعَ في قالَبٍ قَصصي سَردي، لا يخفَى تشابه الأسلوب على المطّلع على الكتب الأميركية والغربية. 
وأظنه أصاب مُراده بألا تكون الفلوجة مجرد سطر في كتب التاريخ، فقد سردَ قصتها بالتفاصيل والمعلومات الموثَّقة! 
 
ولا أدري أَهُوَ سهوٌ من أحمد منصور أَم أنه لا يُفرِّق حقاً بين أسماء الطوائف المُجاهدة هناك، ولا يعرف مسمياتها. فقد جعل مثلاً أنصار الإسلام وأنصار السنة طائفتين مختلفتين، مع أنها واحدة، نصرها الله. 
ولم يذكر -وهو المتوقَّع- أيَّ شيءٍ يخصُّ طوائف الجهاد، ولا بلاءهم، واكتفَى بالكلمة العائمة المائعة: المقاومة. 
 
وقد قال الشيخ أبو أنس الشامي تقبله الله في يوميات مجاهد في الفلوجة: "يوم الأربعاء ١٧ صفر ١٤٢٥هـ/٧ نيسان ٢٠٠٤م. 
في هذه الأيام المعضلة برز المذيع المشهور: أحمد منصور، أحدَ اللاعبين الكبار في هذه المعركة؛ فتقاريره كانت قذائفَ تقصفُ أركان الدعاية الإعلامية الأمريكية. 
وأثبتَ بفِعالِه وثباته أنَّ الكلمة الحرَّةَ الصادقةَ تَعدلُ ألفَ سيفٍ، ولعل ذلك من بعض إيحاءات قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الجهاد كلمة عدلٍ عند سلطانٍ جائرٍ)). 
ليس مثلي مَن يتحدث عن أحمد منصور، فقد ملأ سمعَ العالَم وبصره، لكنني أردت أن أُنبِّهَ إلى حقيقةٍ كان ينبغي أن تكون جَلِيّةً واضحةً، لكن يالَلأسف فقد علاها كثيرٌ من الغبار وتراب الباطل. الحقيقة هي أنَّ الإعلامي المسلم ينبغي أن يَنحازَ إلى أمته ودينه. 
نعم، الإنصاف شعاره، ولكنَّ الإنصاف شيءٌ غير الحياد، فالحياد في الحياة لا مكان له، بل إمَّا إلى فسطاط الحقِّ وإمَّا إلى أودية الضلال والباطل." (ص ٣٩، ٤٠).