حكاية عن حبّ الذات و عدم الإستسلام لعثرات الحياة و دعوة لأخذ القدر بيديه كي يساق إلى حيث أمانينا.

أنا قبل كل شيء حكاية طفلة فقدت بصرها بحادث ثم استردّته بآخر و رُدّت لها معه نفسها. تناول الكتاب معاناة البطلة (ورد) في ما تسميه (عمر الظلام) ثم معاناتها بعد أن أبصرت من جديد و تعثرت قبل اكتمال فرحتها بعالم غير الذي تركته. 

الرواية ببساطة مفرداتها و ألفة الصور التي عكستها، نجحت في تناول قضايا مجتمعها كما هي دون تصنع أو تكلّف: من مختلف التحديات التي تواجه الأنثى كطفلة يعدّها المجتمع امرأة قبل أوانها و يدفع بها إلى سوق الزواج أو امرأة تُمنع عن حقها في نفسها كأنها غدت طفلة من جديد و تظل حبيسة في الهوامش طوال حياتها. أعجبني أسلوب الكاتبة و استخدامها للألوان البلاغية في تجميل سردها مع احتفاظ النص بصراحة و قوة معانيه.

يعني باختصار رواية جميلة في فكرتها و مفرداتها و إيجابية شديد. لو حاسي الدنيا قافلة معاك ولا محتاج ليك دفعة إلهام، الكتاب دا ليك.