هذه ليس مجرد قصة عادية؛ تُمرّ بقراءتها مرور الكرام. إنها أعمق وأبلغ من ذلك بكثير، وعلى نحو يعصب عليَّ وصفه. وللمرّة الثانية أعترف بأني قرأت الرواية في جلسة واحدة مرتين، منذ الصباح الباكر وأنا غارقة فيها، ببطء شديد وعلى مهل. كما حدث لي مع روايتها سابقًا، والتي قرأتها في وقتٍ ما قبل قراءة هذه، "نظافة قاتل" أكثر من مرّة وَفي جلسة واحدة.
امممم أليس حديثي بهذه الطريقة يصف بشكل أو بآخر كم أن عملها عظيم؟ وإن على نحو ما؟ ربما!
على كلٍ، تعجبني فلسفة هذه الكاتبة، وبشدّة. في حقيقة الأمر لم أصادف حتى الآن كاتبًا يعجبني أكثر مما كان، في كل مرّة أقرأ له، وأتوغل في أعماله عدا أغوتا كريستوف، مفضلتي من الكتاب. حتى صادفتُ آميلي نوثومب، وَيا لفخر مصادفتي هذه.
يبدو بأني سألتزم الصمت حيال ما سأقرأ لها. ذلك أنه من المحير أن تتقافز في رأسي كل تلك التساؤلات المختلفة في كل قراءة أقوم بها لنفس المقطع، فكيف لذات العمل؟! ثُم إنّي أشعر بهذه اللحظة بالفخر الشديد لأني قرأتُ لها قبل أن أختم حياة القراءة. فيا للفرحة! يا للبهجة! يا للسعادة حقًا!