لمن الممتع القراءة في عالم منْغلقٍ تامّ السريّة بكل هذا الانفتاح ومن غير أيّ تسلط أو تحيز. ولمن الممتع أن تكون القراءة في هذا العالم على لسان أحدٍ من أولئك الذين كانوا يشكلون جزءًا منه ذات يوم.
لم يسبق لي وأن نظرت لهذا العالم بنظرة كتلك التي تشكلت لديّ بعدما أنهيتُ قراءة هذه الرواية. كيف لا ولم يكن يتبين لي من قبل منه شيئًا سوى ما أراد أصحابهُ وساكنيهِ أن يبينوه ليّ كما الآخرين تفاديًا لأي اشتباكٍ من أي نوعٍ ولأسباب ومصالحٍ أخرى.
إنه لمجتمع عجيب، ولفعلًا هو غريب أن تنتابك كل هذه المشاعر وأنت تلجُ لأول مرة لعالم كهذا، بل وتراه على حقيقتهِ للمرّة الأولى وعلى لسان أحد ساكنيه قبلًا، ذات مرّة.

حين تنتهي من قراءة هذه الرواية، تجد نفسك تطفو بين البيّن لا تدري ما الذي ينبغي عليك أن تصدقهُ وتأخذ به، وما عليكَ أن تتفادى الوقوع في تكذيبهِ. وكأن الأمر لم يعد مهمًا كما كان ولن يكون لرأيك أيّةُ أهميةٍ مهما كان الجانب الذي تقف فيه محتازًا، ضد الآخر، طالما تمّ رفع الستار بأكمله عن هذا العالم ولم يعد مخفيًا مغلقًا كما كان، بعد الآن.
رواية ممتعة، شهيّة، وفي غاية اللذّة والحقيقة.