Scan barcode
A review by khuzyma
المنطلق by محمد أحمد الراشد
informative
inspiring
fast-paced
4.25
الكتاب بنفسه مليءٌ بالفوائد، ويضعُ النشء الملتزمَ بدينه في حلقةٍ تربويةٍ مكثَّفة، مع التأكيد على مواجهة الجاهلية وتغيير الواقع، لكن وكعادة التربويين دائماً ينزِعُ الكاتب إلى التربية والتربية والتربية وفقط.
والتربية هي مكوِّنٌ إيمانيٌّ في الأصل: {وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}، فهي من أعمال النبوَّة، وورثة الأنبياء من بعدهم.
لكنها بنفسها ليست أداةً تغييريةً، والتربويون على اختلافهم (الألبانية صاحبة التصفية والتربية، أو أصحاب المحاضن، أو طريقة فريد الأنصاري) يقعون في نفس المغالطات، فيجعلون التربية بذاتها أداة تغيير، وقد نبَّه أحدهم أنَّ أصل دخول هذه البدعة هو ما قرره غوستاف لوبون عن أهمية «العلم» ونشره بين العامّة ثم يحصل التغيير، فأخذ هذه النظرية محمد عبده ثم أخذها مَن بعده وشكَّلوها كلٌّ حسبَ اجتهاده (أو هواه).
لكنَّ النكايةَ فالتمكينَ، لا تكون إلا بالمواجهة الشاملة.
ونحن عندما نقول أنَّ الخير في الأمة، والأمة تريد الدين، فلا ندَّعي دعوةً بلا دليل، فهذه حقيقةٌ، لكن الفساد السِلطّوي المنظَّم المقنن يظهرُ كبيراً وكثيراً لأنه كذلك، أي لأنه سلطويٌّ منظمٌ مقننٌ.
فصارَ الظاهر أنَّ الفاسد هو عنوان هذه المجتمعات وهو إرادتها، وانزوَى الخير وأهله.
فالتغيير يقومُ على الصراع والقوة، وضرب الجذور، أمَّا الخلاص الفردي فما كان في تاريخ كل الأمم لوحده سبيلاً للمواجهة الحضارية.
فحتى النصارى الدين يقول دينهم بإعطاء الخدِّ الأيسَر تجاوزوا ذلك لأنَّ الفطرةَ والواقع لا يتّسقان مع ذلك.
ودين الرافضة يمنع القتال إلا تحت إمامهم الغائب، فابتدعوا «ولاية الفقيه» ليُمكِّنوا لدينهم، إذ وجدوا أنَّ الفطرة والواقع يقولان ذلك.
فما بالُ أقوامهم دلَّهم كتاب ربِّهم وسُنَّة نبيِّهم إلى السنن القدَرية التي لا تنخرم والسنن الشرعيّة التي لا تَنثَلِم، يبحثون عن كل طريقٍ ليس فيه دمٌ وبذل؟!
والتربية هي مكوِّنٌ إيمانيٌّ في الأصل: {وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}، فهي من أعمال النبوَّة، وورثة الأنبياء من بعدهم.
لكنها بنفسها ليست أداةً تغييريةً، والتربويون على اختلافهم (الألبانية صاحبة التصفية والتربية، أو أصحاب المحاضن، أو طريقة فريد الأنصاري) يقعون في نفس المغالطات، فيجعلون التربية بذاتها أداة تغيير، وقد نبَّه أحدهم أنَّ أصل دخول هذه البدعة هو ما قرره غوستاف لوبون عن أهمية «العلم» ونشره بين العامّة ثم يحصل التغيير، فأخذ هذه النظرية محمد عبده ثم أخذها مَن بعده وشكَّلوها كلٌّ حسبَ اجتهاده (أو هواه).
لكنَّ النكايةَ فالتمكينَ، لا تكون إلا بالمواجهة الشاملة.
ونحن عندما نقول أنَّ الخير في الأمة، والأمة تريد الدين، فلا ندَّعي دعوةً بلا دليل، فهذه حقيقةٌ، لكن الفساد السِلطّوي المنظَّم المقنن يظهرُ كبيراً وكثيراً لأنه كذلك، أي لأنه سلطويٌّ منظمٌ مقننٌ.
فصارَ الظاهر أنَّ الفاسد هو عنوان هذه المجتمعات وهو إرادتها، وانزوَى الخير وأهله.
فالتغيير يقومُ على الصراع والقوة، وضرب الجذور، أمَّا الخلاص الفردي فما كان في تاريخ كل الأمم لوحده سبيلاً للمواجهة الحضارية.
فحتى النصارى الدين يقول دينهم بإعطاء الخدِّ الأيسَر تجاوزوا ذلك لأنَّ الفطرةَ والواقع لا يتّسقان مع ذلك.
ودين الرافضة يمنع القتال إلا تحت إمامهم الغائب، فابتدعوا «ولاية الفقيه» ليُمكِّنوا لدينهم، إذ وجدوا أنَّ الفطرة والواقع يقولان ذلك.
فما بالُ أقوامهم دلَّهم كتاب ربِّهم وسُنَّة نبيِّهم إلى السنن القدَرية التي لا تنخرم والسنن الشرعيّة التي لا تَنثَلِم، يبحثون عن كل طريقٍ ليس فيه دمٌ وبذل؟!