Scan barcode
A review by khuzyma
صب الخمول على من وصل أذاه إلى الصالحين من أولياء الله by ابن المبرد الحنبلي
dark
sad
fast-paced
4.5
بعد أن ذكرَ مثالبَ عصره، واشتكى من سوء فِعال الناس وأقوالهم، قال رحمه الله:
"فيا أيها الدجال!
ما أقعدَكَ عن الخروج؛ فقد جاء وقتُك.
وما أخَّرك عن الظهور؛ فقد وُجد أنصارُك وأعوانك.
فهذه جنودُك قد كَثُرَت، وهذه أعوانُك قد ظهرَت، وهذه عساكرُك قد انتشرت.
كنا نُخبر الناسَ أنك تختفي في البرذعة، فالبرذعة قد فرغت.
وصرنا نقول: إنك تعمل في الحزام، فالحزامُ قد تم.
وصرنا نقول: إنك تصنعُ اللجام، فاللجامُ قد انتهى.
صرنا نقول: إنك في فكرة ترتيب عسكرك، وتهيئة آلتك من جنةٍ أو نارٍ، وثريدٍ وطعامٍ، وماءٍ ومُدامٍ؛ فكأنَّا بكَ وقد أشرفتْ أعلامُك، ونُصبت راياتُكوخيامُك، وبرزَ إليك كلُّ يهودي ومنافق، وكلُّ شيطان ناعق، وكلُّ كلبٍ وكلبة، وكل عِلْقٍ وقَحْبَة.
أقول: وإن غلبَ الفساد، وعمَّ سائرَ البلاد، فلا بُدَّ لها من أوتادٍ، يدفعُ الله بهم البلاء عن الناس، ويرفعُ بهم الشدةَ والبأسَ، ولو خَلَت منالصالحين، لخُسف بنا وبهم أجمعين." (ص ٩٤-٩٥).
فاللهمَّ ثبِّت الثابتين على أمرك، القائمين بحجَّتك، وارفع ذكرَهم، ونقِّ صفوفَهم من الغلاة والمفرّطين.
واكفِ اللهمَّ عبادكَ فتنةَ المبدّلين، ونكسةَ المتقلّبين، وتلبيسَ المُحرّفين، ولا تجعل للكافرين عليهم سبيلاً.